الأبراج الساخنة
الكاتب: عمار بقشان
مر البحر الأحمر الأيام السابقة بحالة قوية من عدم الإستقرار ، أصبح البحر الأحمر أشبه بمضخة تضخ السحب نحو سواحلها بإستمرار فلا تكاد تتضمحل او تضعف سحابة حتى تنشئ سحابة أخرى . في الجانب المقابل كان محدثكم يعد
عدة مقالات لمحبي الطقس لكن إعدادها يستغرق وقت طويل أردت الكتابة عن موضوع لا يستغرق كل هذا الإعداد و لكن ما
من فكرة تخطر في بالي. على الرغم من أننا في محبي الطقس نحاول تبسيط أو إختصار المعلومة إلا أن بعض المواضيع
تحتاج إسهاب و تفصيل فيها و إلا ضاع المفهموم. كل تلك الأفكار إنزاحات عني منذ أن شاهدت تشكل المزون الركامية
الرعدية على طول البحر الأحمر (صورة ١) لقد كانت مثل إنفجار البراكين لم يخطئ علماء الأرصاد حينما أطلقوا عليها
وصف الأبراج الساخنة .لم أستطع أن أمسك نفسي لقد وجدت فكرة للمقال القادم نعم في هذا المقال سوف أتحدث عن
الأبراج الساخنة عن تلك السحب الحملية التي قد يبلغ ارتفعها ١٨ كيلومتر . ما هي الأبراج الساخنة و لماذا أطلق
الأرصاديون هذا المصطلح على السحب الحملية في هذا المقال سوف نجيب على هذ الأسئلة.
صورة ١ صور الأقمار الصناعية صباح يوم ١ نوفمبر تظهر تشكل مزون ركامية رعدية على طول الخط الأحمر
في الخمسينات كانت لا تزل هناك أمور غير مفهومة في الأرصاد الجوية مثل الية عمل خلية هادلي ، كيف تنتقل الرطوبة و
الحرارة من المناطق المدارية الى العروض الوسطى و ايضا عن سر حفاظ الإعصار على قوتها رغم قطعها مسافات عديدة .
شعرت عالمة الأرصاد الجوية جوان سيمبسون أن جواب هذه الأسئلة يكمن داخل المزون الركامية العملاقة التي تتشكل على
خط الإستواء(صورة٢).
صورة ٢ صورة ملتقطة من محطة الفضاء الدولية لمزون ركامية رعدية عملاقة تشكلت في إفريقيا و تظهر بوضوح سحب السندان في قمتها و هي علامة على أن المزون الركامية الرعدية بلغت أقصى إرتفاع لها.
و بإستخدام الردار و أجهزة لرصد درجات الحرارة، الرطوبة، المحتوى المائي ، الضغط الجوي ، حركة الرياح في
الغلاف الجوي تمكنت عالمة الأرصاد الجوية جوان سيبسون و عالم الأرصاد الجوية هربرت ريله من معرفة السبب إنها
الأبراج الساخنة !
تعرف الأبراج الساخنة بإنها عبارة عن مزون ركامية عملاقة قد يصل إرتفاعها إلى ١٨ كيلومتر . تكتسب هذه المزون
الركامية العملاقة قوتها عن طريق تكثف بخار الماء و تحوله الى الحالة السائلة، هذا التحول يطلق حرارة تسمح للرياح
بالصعود أكثر فأكثر . أتى وصف الأبراج الساخنة نتيجة أن تلك الأبراج العالية تكتسب قوتها من تكثف بخار الماء و الذي
يطلق حرارة بمجرد تكثفه.
صورة ٣ الأبراج الساخنة تظهر بوضوح باللون الأحمر في أحد الأعاصير المدارية و لاحظ أنها أكثر إرتفاعا مقارنة بالسحب التي حولها
وجدت جوان سيبسون و فريقها في دراسة عام ٢٠٠٤ أن ٣٣٪ من الأعاصير المدارية الشديدة تحتوي على الأقل على برج
ساخن أو لنقل مزن ركامي شاهق الإرتفاع . بالإضافة أن فرصة تطور الأعاصير المدارية لتصبح شديدة ترتفع بي ٧١٪ في
حال وجود أبراج ساخنة داخل الإعصار ، كما تقل نسبة تطور الإعصار المداري ليصبح إعصار مداري شديد لي ٤٦٪ في
حال كان طول إرتفاع البرج بين ١٠ كم و ١٤ كم و تقل لتصبح فرصة تطور الإعصار لي ١٣٪ فقط في حال كان طول البرج
أقل من ١٠ كم !
حسنا يكفي هذا لا نريد أن نسهب أكثر و الى قد يستغرق كتابة المقال مني أكثر من شهر . ما زالت هناك أمور لم نذكرها
في المقال مثل كيف تؤثر هذه الأبراج الساخنة في الية عمل خلية هادلي و كيف تؤثر في عملية إنتقال الرطوبة و الحرارة من
المناطق المدارية إلى العروض الوسطى لعلنا نوفر جزء ثاني لها .
نعود الى البحر الأحمر على الرغم من أن معظم السحب الرعدية التي تشكلت في البحر الأحمر هذا الأسبوع و الأسبوع
الماضي بإعتقادي لم تصل الى مستوى نطلق عليه وصف " برج ساخن" الى أن منظر إنفجار تلك السحب ألهمني حقا
لكتابة هذا المقال و كيف أن تلك المزون الركامية الرعدية لها تأثير على جريان الغلاف الجوي.
أتركم الان مع هذه الصورة الطبيعية التي التقطت بواسطة إحدى طائرات نوا لإحدى الأبراج الساخنة منظر بديع!
صورة ٤ مصدر الصورة
مصادر:
https://www.nasa.gov/vision/earth/environment/Hot_Towers.html
https://agupubs.onlinelibrary.wiley.com/doi/epdf/10.1029/2004GL021616
https://earthobservatory.nasa.gov/Features/Simpson/simpson3.php
https://www.forbes.com/sites/marshallshepherd/2018/10/10/what-are-hot-towers-you-here-meteorologists-talk-about-in-hurricane-michael/#5903d38792f8
مر البحر الأحمر الأيام السابقة بحالة قوية من عدم الإستقرار ، أصبح البحر الأحمر أشبه بمضخة تضخ السحب نحو سواحلها بإستمرار فلا تكاد تتضمحل او تضعف سحابة حتى تنشئ سحابة أخرى . في الجانب المقابل كان محدثكم يعد
عدة مقالات لمحبي الطقس لكن إعدادها يستغرق وقت طويل أردت الكتابة عن موضوع لا يستغرق كل هذا الإعداد و لكن ما
من فكرة تخطر في بالي. على الرغم من أننا في محبي الطقس نحاول تبسيط أو إختصار المعلومة إلا أن بعض المواضيع
تحتاج إسهاب و تفصيل فيها و إلا ضاع المفهموم. كل تلك الأفكار إنزاحات عني منذ أن شاهدت تشكل المزون الركامية
الرعدية على طول البحر الأحمر (صورة ١) لقد كانت مثل إنفجار البراكين لم يخطئ علماء الأرصاد حينما أطلقوا عليها
وصف الأبراج الساخنة .لم أستطع أن أمسك نفسي لقد وجدت فكرة للمقال القادم نعم في هذا المقال سوف أتحدث عن
الأبراج الساخنة عن تلك السحب الحملية التي قد يبلغ ارتفعها ١٨ كيلومتر . ما هي الأبراج الساخنة و لماذا أطلق
الأرصاديون هذا المصطلح على السحب الحملية في هذا المقال سوف نجيب على هذ الأسئلة.
صورة ١ صور الأقمار الصناعية صباح يوم ١ نوفمبر تظهر تشكل مزون ركامية رعدية على طول الخط الأحمر
في الخمسينات كانت لا تزل هناك أمور غير مفهومة في الأرصاد الجوية مثل الية عمل خلية هادلي ، كيف تنتقل الرطوبة و
الحرارة من المناطق المدارية الى العروض الوسطى و ايضا عن سر حفاظ الإعصار على قوتها رغم قطعها مسافات عديدة .
شعرت عالمة الأرصاد الجوية جوان سيمبسون أن جواب هذه الأسئلة يكمن داخل المزون الركامية العملاقة التي تتشكل على
خط الإستواء(صورة٢).
صورة ٢ صورة ملتقطة من محطة الفضاء الدولية لمزون ركامية رعدية عملاقة تشكلت في إفريقيا و تظهر بوضوح سحب السندان في قمتها و هي علامة على أن المزون الركامية الرعدية بلغت أقصى إرتفاع لها.
و بإستخدام الردار و أجهزة لرصد درجات الحرارة، الرطوبة، المحتوى المائي ، الضغط الجوي ، حركة الرياح في
الغلاف الجوي تمكنت عالمة الأرصاد الجوية جوان سيبسون و عالم الأرصاد الجوية هربرت ريله من معرفة السبب إنها
الأبراج الساخنة !
تعرف الأبراج الساخنة بإنها عبارة عن مزون ركامية عملاقة قد يصل إرتفاعها إلى ١٨ كيلومتر . تكتسب هذه المزون
الركامية العملاقة قوتها عن طريق تكثف بخار الماء و تحوله الى الحالة السائلة، هذا التحول يطلق حرارة تسمح للرياح
بالصعود أكثر فأكثر . أتى وصف الأبراج الساخنة نتيجة أن تلك الأبراج العالية تكتسب قوتها من تكثف بخار الماء و الذي
يطلق حرارة بمجرد تكثفه.
وجدت جوان سيبسون و فريقها في دراسة عام ٢٠٠٤ أن ٣٣٪ من الأعاصير المدارية الشديدة تحتوي على الأقل على برج
ساخن أو لنقل مزن ركامي شاهق الإرتفاع . بالإضافة أن فرصة تطور الأعاصير المدارية لتصبح شديدة ترتفع بي ٧١٪ في
حال وجود أبراج ساخنة داخل الإعصار ، كما تقل نسبة تطور الإعصار المداري ليصبح إعصار مداري شديد لي ٤٦٪ في
حال كان طول إرتفاع البرج بين ١٠ كم و ١٤ كم و تقل لتصبح فرصة تطور الإعصار لي ١٣٪ فقط في حال كان طول البرج
أقل من ١٠ كم !
حسنا يكفي هذا لا نريد أن نسهب أكثر و الى قد يستغرق كتابة المقال مني أكثر من شهر . ما زالت هناك أمور لم نذكرها
في المقال مثل كيف تؤثر هذه الأبراج الساخنة في الية عمل خلية هادلي و كيف تؤثر في عملية إنتقال الرطوبة و الحرارة من
المناطق المدارية إلى العروض الوسطى لعلنا نوفر جزء ثاني لها .
نعود الى البحر الأحمر على الرغم من أن معظم السحب الرعدية التي تشكلت في البحر الأحمر هذا الأسبوع و الأسبوع
الماضي بإعتقادي لم تصل الى مستوى نطلق عليه وصف " برج ساخن" الى أن منظر إنفجار تلك السحب ألهمني حقا
لكتابة هذا المقال و كيف أن تلك المزون الركامية الرعدية لها تأثير على جريان الغلاف الجوي.
أتركم الان مع هذه الصورة الطبيعية التي التقطت بواسطة إحدى طائرات نوا لإحدى الأبراج الساخنة منظر بديع!
صورة ٤ مصدر الصورة
مصادر:
https://www.nasa.gov/vision/earth/environment/Hot_Towers.html
https://agupubs.onlinelibrary.wiley.com/doi/epdf/10.1029/2004GL021616
https://earthobservatory.nasa.gov/Features/Simpson/simpson3.php
https://www.forbes.com/sites/marshallshepherd/2018/10/10/what-are-hot-towers-you-here-meteorologists-talk-about-in-hurricane-michael/#5903d38792f8
تعليقات
إرسال تعليق